السلام عليكم ـ أيها الشهر الكريم ورحمة الله وبركاته …
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
من أنت أيها السيد الوقور ؟
أنا ضيفكم الراحل ، وزائركم المؤقت .
- من أين أتيت ؟
أتيت من عند الرحمن .
- أين تسكن ؟
اسكن في قلوب المؤمنين ، وفي ديار المتقين .
-هل تعاني من أزمة السكن كما نعاني منها نحن هذه الأيام ؟
نعم ، لقد مررت بكل بيت ، ودفعت أغلى الأثمان ، طردني
البخلاء الأشقياء،
، ولكني لم أيئس ، فقد بحثت عمن يحبونني من المحسنين ،
فوجدتهم يستعدون لاستقبالي
- ما هي مهنتك التي تمارسها في ديار الإسلام ؟
مهنتي هي الزراعة والصناعة والطب والتعليم …
أما الزراعة : فإنني أغرس الإيمان في القلوب، كما
أنني أنزع شوك الحقد والغل والبغض من الصدور.
-ما أجمل هذه الزراعة وما أبركها … وما هي صناعتك التي تمارسها ؟
إنني أصنع الأجسام القوية ، وأصل ما تقطع
بين الناس من أوصال ، وأجمع ما تفرق من أشتات ،
، فأنتج الأبطال الأقوياء .
-يا لها من صناعة تدفع الأمة إلى الجهاد الذي به تقود العالم إلى الخير … وماهي تجارتك ؟
تجارتي لن تبور ، فأنا أعطي الحسنات وأمحو السيئات ، فمن تعامل معي .. ربح
الجنة ومن تنكر لي .. خسر البركة والخيرات .. وحبطت أعماله .
- وما هو طبك ؟
إنني أداوي الأجسام السقيمة ، والنفوس المريضة ..
.. وأطهرها من أدران المادة ومن جراثيم الفساد والضلال .
-و ماذا عن أدويتك وعلاجك ؟
أدويتي هي الصيام والعمل على طاعة الرحمن .
-وماذا تعلم الناس ؟
أعلمهم أن يسلكوا طريق الرشاد ، وأعودهم الجود والإحسان
والأمانة والوفاء .
- لقد عرفنا الكثير من مزاياك وازداد شوقنا إلى حديثك المفيد ،
فهل لنا أن تزيدنا من علمك وتعرفنا على مزيد من فوائدك ؟
نعم ، أنا شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن ، أنا شهر التوبة والغفران ،
- الآن وقد عرفناك جيدا وتذكرنا فضلك منذ القديم ، ليتك تقيم عندنا الحياة كلها .. تسكن في قلوبنا وتعيش
مع أرواحنا .. فيا أيها السيد الكريم هل لك من شيء تقوله أخيرا ؟
نعم ، إنني أقول لمن صام رمضان إيمانا واحتسابا بارك الله صيامكم وغفر ما تقدم من ذنوبكم .. أما أنتم
أيها البخلاء الطامعون ، والأغنياء اللاهون ، فقد مررت بدياركم بيوتكم مقفلة وقلوبكم خاوية إلا من الطمع
وحب المال والفساد والضلال ، فلا بركه فيما تكدسون ..